بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 15 يوليو 2010

لكل المقبلين على الزواج بنات وشباب مهم جداااا


جاءني قائلاً: أريد أن تساعدني في موضوع لا أعرف كيف أتصرف فيه؟ قلت له: تفضل، ولكني أفضل أن تكون المساعدة في قضية زوجية.



قال: إنها ليست زوجية مئة بالمئة، ولكنني مقبل على الزواج.



قلت: تفضل أخبرني، ماذا تريد؟



قال: انا شاب مقبل على الزواج، وعندما عزمت على أن أتزوج بدأت والدتي تبحث لي عن فتاة تناسبني، ثم رشحت لي فلانة (...)، وهي اصغر مني بسنتين، ومستوى تعليمي قريب من مستوى تعليمها، وحالتها المادية كذلك قريبة منا، وقد جلست إليها، ورأيتها وتعرفت عليها وحاورتها ولكنني متردد..



قلت: وماذا تقصد؟!



قال: لا أعرف كل المظاهر التي رأيتها جيدة، وتؤكد على إنها تناسبني، وقد أبدت هي رغبتها بالموافقة علي ولكنني ما زلت متردداً، ولا أعرف هل أوافق عليها أم لا؟! فما رأيك؟؟



قلت: وهل من طبعك التردد في حياتك في اتخاذ القرار، أم انك ترددت في هذا الموضوع فقط؟



قال: لا، بل أنا دائما ألوم نفسي أنني عجول، ولكن في هذا الموضوع كأن شخصيتي تغيرت.



قلت: إن الحالة النفسية التي تمر بها طبيعية جداً، ويمر بها كل مقبل على الزواج، لأنك تعرف أن قرار الزواج ليس قراراً سهلاً فهو من أصعب القرارات في الحياة، ثم أنني أعتقد انك بحاجة إلى أن تتعرف على الفتاة أكثر، لأن الإنسان يخاف من المجهول دائماً، وكلما تعرف أكثر، عرف حقيقة الأشياء أكثر وبالتالي يسهل عليه اتخاذ القرار.



قال: ولكنني تعرفت عليها؟
قلت: الإنسان دائما يخاف من المستقبل، فهل تعرفت على نظرتها للمستقبل.



قال: هذه لم أفكر بها، ولكني تعرفت على عائلتها ومستوى دخلهم ووضعهم الاجتماعي وسمعة عائلتها وعلاقتها بوالديها وأصحابها...



قلت: هذه أمور طيبة، لكنها كلها تعرفك بالوسط المحيط بالفتاة، وإنا عندما أحدثكم عن المستقبل أريد منك أن تتعرف على شخصيتها، فانك قد تنجح في زواجك في الأيام الأولى، ولكن زواجك قد يفشل بعد تعرفك على شخصية زوجتك ونظرتها للأشياء.



قال: هذا صعب جداً.



قلت: لا شيء صعب إذا عرف الإنسان كيف يسهل الصعب ويستعين بالله تعالى.



قال: أنا موافق ولكن علمني كيف أتعرف عليها أكثر.



قلت: إن هناك أسئلة مهمة لابد من طرحها عند التعرف على الخطيبة وهي..



عن طموحها المستقبلي كما ذكرت لك، وما هو تصورها عن الزواج وما هي الصفات التي تحب أن تراها في شريك حياتها، وهل من الضروري إنجاب الأولاد في أول سنة مثلاً، وهل تعاني من أي مشاكل صحية أو خلقية وهل هي اجتماعية أم لا؟ وكيف تقضي وقت فراغها؟ وهل لها نشاط خيري أو تطوعي؟ وهل تحب أن تنمي ذاتها وتنوع ثقافتها، وما رأيها لو تدخلت والدتك أو والدتها في حياتكما الشخصية بعد الزواج؟



قال: وهل كل هذه الأسئلة لا بد أن أسألها؟.



قلت: ألا تريد أن تتخذ قرارا ناجحا في حياتك وتنقذ زواجك من الفشل؟



قال: نعم.. إنني أرجو ذلك.



قلت: إذن جرب، واحصل على المعلومات التي أخبرتك عنها بطريقتك الخاصة، وستلاحظ الفرق في نفسيتك بعد ذلك.



ومرت الأيام ونسيت الموضوع وبعد شهرين، شاهدت على مكتبي بطاقة دعوة لحفل زفاف هذا السائل على مخطوبته، ثم تمر الأيام ويأتيني هاتف من امرأة علمت فيما بعد أنها زوجة السائل وأخبرتني بعظيم شكرها على الأسئلة التي أعطيتها لخطيبها من قبل وزوجها حالياً، وأنها كانت سبباً في ارتياحه وارتياحها، وهي كذلك لأنها طبقت عليه الأسئلة نفسها، وتبادلا المعلومات، فاطمئن كل واحد منهما للآخر، ثم أخبرني الزوج السائل بأنه يعيش معها في سعادة وهناء.



وهكذا فإننا نقول إن الإنسان عدو ما جهل، فكلما عرف الزوج أو الزوجة الطرف الآخر معرفة جيدة كلما تقربا بعضهما من بعض أكثر..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Share |